الرضا يعد من أجمل المشاعر التي يمكن أن يشعر بها المرء، بل إنه يمكن أن يفوق شعور السعادة لما له من سكينة وأثر طيب على النفس. يعتبر الرضا الوظيفي نفس الشئ ولكنه خاص أكثر، فهو شعور يشعر به الموظف نتيجة العديد من الأسباب، وينتج عن هذا الشعور أشياء كثيرة، من أهمها تحسن أداء الموظفين، وهذا الشئ يزيد من إنتاجية الشركات.

 إلى جانب أن الموظف الذي يشعر بالرضا الوظيفي ويحمل مشاعر طيبة تجاه بيئة عمله قلما يفكر في ترك شركته والبحث عن وظيفة جديدة مما يقلل من معدل الدوران أو ال turnover  لدى الشركات.  

وتستفيد الشركات من هذا الأمر كثيرًا، لأنه يوفر عليها عناء البحث عن موظفين جدد بالإضافة إلى توفير مصاريف البحث، الاستقطاب والتعيين والتدريب. كما أنها تلغي احتمالات تعيين موظف ربما يكون غير كفء.  

إجمالًا يمكننا القول أن الرضا الوظيفي هو شعور إيجابي يشعر به الموظف بشكل عام تجاه عمله. إذا ما هي الأسباب التي من شأنها أن تجعلك تشعر بهذا الشعور؟ وما الخطوات أو الأدوار التي تقوم بها الشركات لتحقيق هذا الشعور عند موظفيها وما هو تأثير الرضا الوظيفي عليك؟. اقرأ هذا المقال لتتعرف على كل هذا.
 

خلق بيئة عمل جيدة للموظف 
 

الشركات الناجحة ليست الشركات التي تحقق مبيعات أو أرباح خرافية فقط. بل هي التي يشعر موظفيها بالسعادة والامتنان أنهم جزء منها وأنهم راضيين تمامًا عن العمل لديهم. هذه بعض النقاط التي تفعلها الشركات لتحقيق هذا لموظفيها: 
 

- زيادة الراتب

بعض الناس يحفزها التشجيع والتقدير أما البعض الآخر يحفزهم المال أو لنكن صادقين كلنا يحفزنا المال ومن ضمن الأسباب التي تؤدي للشعور بالرضا تجاه العمل هو زيادة الراتب بين الحين والآخر، الزيادة الفعلية وليست الوعود.
 

- توفير الإجازات والعطلات للموظفين

كلنا نحتاج للراحة بين الحين والآخر، مهما بلغت درجة حبنا للعمل لأن قليل من الوقت لنفسك لن يضر أحد، تعي الشركات المتميزة ذلك جيدًا لذلك فهي تمنح موظفيها عدد من الأيام كإجازة مدفوعة، أغلب الشركات تمنح الموظف ٢١ يوم أجازة خلال العام والعطلات الرسمية من ضمن هذه الأيام. بالطبع هذا يساهم في شعور الموظفين بالرضا فمن يريد أن يعمل لمدة ٣٦٥ يوم دون انقطاع؟ 
 

- تقديم أجور ومزايا جيدة للموظفين 

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والغلاء المعيشي الذي يشهده العالم، يعد الراتب الجيد شئ لا مناص منه، بل إن البعض يقول أن الراتب يعتبر من أهم أسباب شعور الموظفين بالرضا الوظيفي.

لنكن صادقين، كلنا يعمل لأجل المال وإذا تلقينا عرض أفضل من شركة آخرى سنفكر فيه مليًا وربما نترك شركتنا ونذهب للعمل لدى الشركة صاحبة العرض الأكبر، إذا فالراتب يعتبر محفز وعامل أساسي من عوامل الشعور بالرضا الوظيفي.

والمزايا تعزز من الرضا الوظيفي أيضًا، تخيل لو أن شركتك تمنحك في المناسبات الخاصة هدايا سواء عينية أو مادية، فمثلًا تعطيك في المولد النبوي علبة من الحلوى، في رمضان بعض السلع الغذائية، وفي الأعياد قدر من المال حتى تستمتع بالعيد أقصى ما يمكن. ألن يشعرك هذا بالانتماء للشركة و سيجعلك محب ومتمسك بالعمل لديها لأقصى درجة؟
 

 

 

كيف تجعل موظفيك يشعرون بالرضا الوظيفي؟
 

1- كن مديرًا جيدًا مع الموظفين

تعتبر العلاقة الطيبة بين الموظف والمدير من أقوى الأشياء التي تؤدي إلى الرضا الوظيفي، ويظهر أفضل شكل لهذه العلاقة في التواصل الجيد والإيجابي بين المدير والموظف، مما يؤدي إلى الشعور بالاحترام المتبادل الذي يشجع الموظف على تقديم أفضل ما عنده. ويمكن للمهارات والتصرفات التالية أن تجعل منك مديرًا جيدًا:
 

القيادة المرنة أو الفعالة:

لا يستطيع كل المديرين أن يكونوا قادة فعالين، فالقيادة الفعالة تتعلق بتقديم الأوامر للموظفين بشكل صحيح. مما يسهل عليهم معرفة المطلوب منهم في العمل، بالإضافة إلى قدرته على التعامل مع أنواع الموظفين بمختلف صورهم وفهم ردود أفعالهم ودوافعهم المختلفة وتوجيههم  بناءً على هذا.

2- اجعل بيئة العمل مريحة لهم.

3- اجعلهم يشعرون بالأمان الوظيفي وأنك لن تسرحهم من العمل في أي وقت.

4- شجعهم دائمًا وقدم لهم النقد البناء  والتقييم الذي يساعد في تطورهم الوظيفي.

5- شجع المبادرات في مكان العمل.
 

خاتمة
 

الشركات القوية تدرك حقيقة أن الموظف السعيد يساعدها في تحقيق أهدافها وزيادة ربحها، لهذا فهم يجتهدون لتحسين مستويات الرضا الوظيفي لدى الموظفين.

لأن الرضا الوظيفي يؤثر على الموظف. وكما ذكرنا سابقًا فهناك عدة مقومات له وحتى نجيبك على السؤال الذي طرحناه نقول لك إن الراتب سبب من أسباب الرضا الوظيفي وكلاهما مهم فلا تدع أحد يخدعك.

أخبرنا عن تجربتك في سوق العمل.. لنحسن من شفافية العمل في المنطقة سويًا، انضم لأعمالنا الأن.