سندخل في الموضوع بشكل مباشر، هذا لأن الموضوع الذي سنناقشه في هذا المقال يعتبر شائك بعض الشئ، هذا لأن الكثير من الموظفين يعتقدون أن الترقية تمنح أو أن علينا انتظارها ولا يمكننا طلبها من مدرائنا..

ففي عالم العمل المتطور، يُعتبر الترقي في المسار المهني هدفًا مهمًا للكثيرين، حيث يمثل تقديرًا لجهودهم وتطلعاتهم المستقبلية. ومع ذلك، هل يجب علينا أن ننتظر بصمت تلك الفرصة، أم ينبغي لنا أن نطلبها بنشاط؟ دعونا نتناول بعض النقاط لفهم ديناميات طلب الترقية وكيفية التعامل معها بشكل فعّال.

 

فهم ديناميات الترقية:

يمكننا أن نجزم بأن هناك اتجاهين رئيسيين للتفكير حول الترقية في مكان العمل. هناك الرؤية التقليدية التي تقتضي الانتظار بصمت للحصول على الاعتراف والترقية بشكل تلقائي، وهناك النهج النشط الذي يشجع على بدء المحادثة والمطالبة بالترقية بنشاط. يبدو أن النهج الأخير يأخذ مكانه بسرعة أكبر في عالم اليوم، حيث يشجع على تحديد الأهداف والسعي نحو تحقيقها بشكل فعّال.

في الواقع، إذا كنتم تعملون بجد وتستحقون الترقية، فلماذا لا تطلبونها؟ الطلب بشكل نشط قد يكون المفتاح للحصول على التقدير الذي تستحقونه. لماذا تنتظرون من رؤسائكم أن يفكروا بأنفسهم ويعطوكم الترقية؟

 

الحالة من أجل طلب الترقية:

في الواقع، يمكن للترقية أن تكون فرصة لتمكين الذات وزيادة الوضوح بشأن الأهداف المهنية والطموحات الشخصية. بدلاً من الانتظار لمدة طويلة والاعتماد على تقدير الآخرين، يجب علينا أن نتخذ الخطوة الأولى ونتحدث بصراحة حول تطلعاتنا وأهدافنا المهنية مع المسؤولين.

 

التغلب على عوائق طلب الترقية:

بالطبع، هناك عوائق عديدة يمكن أن تواجه الأفراد أثناء طلب الترقية، مثل الخوف من الرفض أو نقص الثقة بالنفس. ومع ذلك، يمكن التغلب على هذه العوائق من خلال بناء الثقة بالنفس والتحضير الجيد للمحادثة وتبني نهج مثمر للتواصل مع المسؤولين.

 

الخطوات العملية لطلب الترقية:

- أولاً، قوموا بتقييم أنفسكم بشكل صادق. ما هي إنجازاتكم؟ ما هي المهارات التي قدمتموها؟ 

- ثانيًا، تواصلوا بشكل فعّال مع مديركم المباشر. حاولوا فهم أهداف الفريق وكيف يمكنكم تحقيقها بشكل أفضل.

- ثالثًا، لا تنسوا توثيق إنجازاتكم والملاحظات الإيجابية التي تلقوها طوال العام.

في النهاية، القرار هو لكم. هل ترغبون في انتظار الترقية، أم تفضلون طلبها بنشاط؟ الخيار لكم. ولكن لا تنسوا، الحياة تأتي للمبادرين!

 

متى يُعتبر الوقت مناسباً لطلب الترقية في العمل؟

والآن بقى أن تعرف متى هو الوقت المناسب لطلب الترقية، فربما تخدعك نفسك أو توهمك لذلك لابد أن يكون لديك مسطرة تقييس عليها.

هيا بنا نتعرف على المعايير التي ينبغي أن تتوفر لديك قبل أن تطلب ترقية..

 

- إذا كان أداؤك متميزًا عن زملائك:

عندما تجد أن أداؤك يبرز بشكل ملحوظ عن بقية زملائك في العمل، وتتميز بقدرتك على أداء المهام بمهارة واحترافية، وتحظى بثقة مديرك الذي يكلفك بالمهام الصعبة بناءً على ثقته فيك، فإن هذا يُعتبر إشارة قوية على استعدادك للترقية.

 

- عندما تكون مستعدًا لأداء مهام إضافية:

المبادرة والاستعداد لتقديم المزيد من الجهد والمساعدة في المهام الإضافية دون انتظار طلب منك، تعكس مدى استعدادك لتولي المسؤولية والإسهام الفعّال في تحقيق أهداف الشركة، وهذا يُعد مؤشرًا إيجابيًا للترقية.

 

- عندما تسعى لتحقيق أهداف الشركة:

الموظف المرشح للترقية هو الذي يعمل بجد لتحقيق أهداف الشركة ويساهم في نجاحها، ويكون على استعداد للتعاون مع الزملاء ومساعدتهم في تحقيق أهدافهم الشخصية أيضًا.

 

- عندما تظهر قدرة على اتخاذ القرارات والإنجاز:

القدرة على اتخاذ القرارات بشكل مستقل والقيام بالمهام بفاعلية وفاعلية، تعكس قدرتك على التطور والتحسن، وهي صفة أساسية للحصول على الترقية.

لذلك، عندما تجد نفسك تستوفي هذه الصفات والمؤشرات، يكون الوقت المناسب لطلب الترقية. ولا تنسَ أن تختار اللحظة المناسبة للمناقشة مع مديرك بطريقة واضحة ومباشرة، وأن تقدم مبررات واضحة وقوية لطلبك لتزيد من فرص نجاحه.

 

خاتمة

سواء كنتم تبحثون عن الترقية أو تترددون في ذلك، فإن الخطوة الأولى هي البداية. تذكروا دائمًا أنكم تستحقون الأفضل وأن التحديات هي فرص للنمو والتطور. فلنكن جريئين ومبادرين في طريقنا نحو التقدم المهني وتحقيق الأهداف.

في النهاية، لا تنسوا أن الحياة قصيرة والفرص قد تمر بسرعة، لذا دعونا نستغل كل لحظة ونعمل بجدية نحو تحقيق أحلامنا المهنية. لا تدعوا الخوف أو التردد يعيقانكم، بل انطلقوا بثقة وعزيمة نحو مستقبل مشرق ومهني مليء بالنجاح والتحقيقات.

نتمنى لكم كل التوفيق والسعادة في رحلتكم المهنية. دعونا نكون جميعًا محركي التغيير والتطور في حياتنا ونحقق ما نسعى إليه بكل إصرار وثقة.

 

أخبرنا عن تجربتك في سوق العمل.. لنحسن من شفافية العمل في المنطقة سويًا، انضم لأعمالنا الأن.